لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في مقال رأي بعنوان "عاملات المنازل: ضحايا انفجار بيروت عرضة النسيان"، إلى أنّه "بعد مرور أكثر من شهر على انفجار مرفأ بيروت، لا تزال مشاهد ذلك اليوم مروعة، ومنها تلك الّتي ظهرت فيها مربّية إفريقيّة تلتقط الأطفال بشكل غريزي بعيدًا عن الأذى، وتحميهم بجسدها".
وأشارت إلى "حال هؤلاء المربيّات اللواتي تنمنَ في شوارع بيروت وتتضوّرن جوعًا، فحتّى قبل الانفجار أدّت الأزمة الاقتصاديّة الّتي تفاقمت بسبب وباء "كورونا" إلى فقدان أصحاب العمل اللبنانيّين قدرتهم على دفع أجور عاملات المنازل؛ فقاموا بجمع متعلّقاتهن ونقلهن إلى سفاراتهن ورميهن في الخارج". وذكرت أنّ "في حزيران الماضي وحده، تُركَت أكثر من 100 عاملة منازل إثيوبيّة خارج قنصليّة بلدهن".
وركّزت الصحيفة على "أنّهن يعشن على الحقائب ويتشاركن فرشات النوم. لا تزال بعضهن تحاولن الحفاظ على الانضباط في ارتداء الأقنعة حتّى أثناء نومهم على الرصيف غير الصحّي"، موضحةً أنّ "السفر من لبنان إلى وجهات في إفريقيا مُكلف، لذا فإنّ تذكرة العودة الذهبيّة مخصّصة للمرضى الّذين يحتاجون إلى التواجد مع عائلاتهم". وبيّنت أنّ "من أجل تأمين الأوراق اللّازمة للخروج، يتمّ تحصيل رسوم باهظة من قِبل وزارة العمل، ومن ثمّ هناك تكاليف السفر. وكثيرًا ما يطلب من العمّال المهاجرين الإثيوبيّين محاولة العودة إلى أصحاب عملهم".
وشرحت أنّ "في قلب أزمة حقوق الإنسان هذه، هناك نظام العمالة المهاجرة الّذي لا يزال وصمة عار في العديد من البلدان في العالم العربي. يُعرف باسم الكفالة، وهو تسليم مصير العمّال إلى أصحاب العمل فعليًّا، الّذين غالبًا ما يحتجزون جوازات سفرهم للحفاظ على السيطرة، ثمّ يطالبون بإعادة الرسوم المدفوعة لوكالات التوظيف إذا أراد العمال المغادرة قبل انتهاء عقودهم؛ وهذا يجبر بعض العمّال على الهروب ويصبحون غير موثقين".